بعد سلسلة من النشاطات الموسيقية والفنية اختتم بيت الموسيقى الموسم الخامس من مهرجان ايام العود لشتاء 2012 ، حيث جمع المهرجان موسيقيين عالميين ومحليين في محاولة للمساهمة في تطوير الثقافة العربية الفلسطينية والمحافظة على الهوية الثقافية الموسيقية للمجتمع المحلي في الداخل.
تمييز العرض الأول بتنوع موسيقي وحضاري واسع، إذ حلت الفرقة الفرنسية سيمباليما ضيفة على بيت الموسيقى مستحضرة الموسيقى الشعبية لبلدان البحر الابيض المتوسط ابتداء من جنوب فرنسا مرورا باسبانيا ثم المغرب متوقفين بعدها عند ايطاليا ثم دول البلقان، اليونان، تركيا مختتمين الرحلة في بلدان الشرق المتوسط. بواسطة الالات الايقاعية وبمرافقة التشيلو، الفلوت والبيانو استطاعت سيمباليما بقيادة الموسيقي الفرنسي الان هيتو ان تسحر الجمهور بأدائها الموسيقي، كما ورافق العازفين الفرنسيين اساتذة بيت الموسيقى أمين أطرش (درامز) ونايف (ايقاع) سرحان بالاضافة إلى الطالب جريس نجار.
سبق العرض الموسيقي ورشة ايقاعات مميزة قدمتها الفرقة الفرنسية لطلاب الايقاع في بيت الموسيقى، حيث اختبر كل طالب العزف على آلة ايقاعية مشددين على ضرورة العمل الجماعي لخلق فضاء ايقاعي متناسق. حضر الورشة عدد من اساتذة بيت الموسيقى إضافة إلى نخبة من أهالي الطلاب.
في الأمسية الثانية لمهرجان أيام العود، كنا على موعد مع الفنانة امل مرقس في حفل غنائي مميز أخذتنا في رحلة إلى أعماق الروح وأدخلتنا بصوتها إلى دهاليز الذاكرة، الوطن، الحب والطفولة. قدمت امل مرقس مجموعة متنوعة من أعمالها الغنائية منها، حجار فوق حجار، قطعن النصراويات، إضافة إلى مجموعة من أغاني ألبومها الاخير "بغني"، حيث أدت وبشكل رائع اغنية "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" التي تمزج شعر محمود درويش مع موسيقى مأخوذة من المطربة الأرجنتينية العالمية مرسيدس سوسا. بمرافقة كل من أمين أطرش- درامز، نايف سرحان- ايقاع، مهران مرعب-القانون، جميل منصور- بزق وعود ونسيم دكور- كمان وبصوتها الذي جاب البلاد شمالا وجنوبا وسافر عبر المحيط سافرنا نحن أيضا لنكتشف السحر ما وارء الكلمة والشغف في ثنايا اللحن.
واختتم بيت الموسيقى مهرجان "أيام العود" بانتاج موسيقي جديد جمع أكرم حداد وسعيد سلباق مع أبرز عازفي الموسيقى في الداخل.
العمل الموسيقي "وبعدين" هو ثمرة عمل سنتين متواصلتين جمعت ما بين أكرم حداد عازف البيانو وسعيد سلباق عازف العود من مدينة شفاعمرو. من خلال هذه المسيرة بحث كل واحد منهم على ذاته الموسيقية ليقدموا عملا يصفون من خلاله هويتهم الموسيقية التي تعكس دراسة وادراك موسيقي عاليين، بتأثر من الجاز وأساليب موسيقية شرقية وغربية أخرى استطاعوا أن يبهروا الحضور بحنكتهم الموسيقية. بمرافقة عازفي الايقاع الفنانيين يوسف حبيش وبشير شهاب إضافة إلى عازف الجيتارباس الفنان إيهاب دروبي استطاع الموسيقيين الشباب ان يرسخوا مفهوم موسيقي جديد، يعطي مساحة خاصة للتعبير الذاتي في سعي واجتهاد لتغيير موسيقي وحضاري عميق.
كما وحلت موهبة غنائية جديدة من مدينة شفاعمرو ضيفة على العرض، بأسلوب غنائي رقيق وبتوزيع موسيقي مغاير امتزجت أغنية بيتك يا سيتي الختيارة للسيدة فيروز وأغنية شد الحزام للسيد درويش بصوت الشابة منار شهاب ليصفق لها الحضور بحرارة.
في حوار مع عامر نخلة مدير معهد بيت الموسيقى شدد على اهمية الدعم الذي يحتاجه بيت الموسيقى للاستمرار في العطاء الفني للمجتمع الفلسطيني في الداخل، وأضاف ان نجاح كل مهرجان لا يكون ممكنا بدون الدعم الذي يتلقاه بيت الموسيقى من رجال الاعمال والأجسام الداعمة ووجه رسالة شكر لكل مؤسسىة، هيئة وفرد قام بتقديم الدعم المادي والمعنوي لمهرجان "أيام العود".
يأتي هذا الانتاج الموسيقي الخاص لبيت الموسيقى بهدف دعم الفنانين المحليين ورسالتهم الفنية الهادفة، إذ يعتبر بيت الموسيقى مهرجان أيام العود فرصة لتعريف الجمهور المحلي على موسيقيين يعملون بجهد ليقدموا فنا راقيا بعيدا عن الابتذال إذ تتمحور أهداف معهد وجمعية بيت الموسيقى بخلق أطر موسيقية مهنية متعددة تحتضن الموسيقيين وتقدم لهم منصة لعرض ما في جعبتهم الموسيقية والفنية، إضافة إلى توفير فضاء تدريبي مهني للمهارات والمواهب الموسيقية الفتية والشابة ومساعدتها في تحقيق ذاتها.