اختتم يوم أمس الثلاثاء 19.10.2010 في مدينة يافا عرض "أروما" الموسيقي وهو عرض مشترك ما بين "بيت الموسيقى" وفرقة "بهالاتشين" الأفريقية الأثيوبية ضمن مهرجان "بيت الموسيقى" لموسم شتاء 2010 بحضور غفير في كلا العرضين؛ في حيفا ويافا مما لاقى نجاحًا باهرًا تُرجم من خلال تفاعل الجمهور مع الموسيقى خلال العرضين والانطباعات الإيجابية المميزة التي ترك فيهم العمل الموسيقي "أروما".
قدم عرض "أروما" يوم الثلاثاء الماضي في يافا للمرة الثانية بعد أن قدم في حيفا يوم السبت على خشبة مسرح الميدان وقد امتلأتا القاعتان بجمهور من كافة منطقة الجليل والمركز، تفاعل مع الموسيقى التي قُدمت؛ من أغاني ورقصات من الفولكلور الأفريقي الأثيوبي، إضافة إلى الفقرة التي قدمتها مجموعة "بيت الموسيقى" والتي تضمنت مقطوعة موسيقية باسم "حنين" من تأليف عامر نخلة وموال "أرى سلمى" الذي قدمت بتوزيع جديد من قبل المجموعة، واختتم الحفل بفقرة موسيقية مشتركة ما بين "بيت الموسيقى" وفرقة "بهالاتشين" التي كانت عبارة عن حوار ثقافي موسيقي ولوحات راقصة ما بين الثقافة العربية الفلسطينية والأفريقية الأثيوبية والتي هي بمثابة نتاج 4 لقاءات مكثفة أثمرت عن ثلاث مقطوعات؛ "تكوين" و "أصداء" من تأليف عامر نخلة والمقطوعة الأخيرة باسم "طبيعة الأرض" وهي من الفولكلور الأثيوبي بتوزيع لكلا المجموعتين.
"بهالاتشين" هي فرقة تتكون من خمسة موسيقيين وراقصين أثيوبيين، اسم الفرقة يعني "ثقافتنا" باللغة الأمهارية، هو تعبير عن شعور أعضاء الفرقة بالفخر اتجاه ثقافتهم ورغبتهم بالحفاظ عليها. أعضاء الفرقة يعزفون على آلات موسيقية أفريقية أصلية؛ دافيد داستا- كرار باص، هايوت- غناء، ديدجن- ماسنكو، آداني- كيبيرو (إيقاع)، أتيشو- رقص، فاسيكا- رقص.
أما مجموعة "بيت الموسيقى" فهي تتكون بجزء منها من الطاقم التدريسي لكونسرفتوار "بيت الموسيقى" والجزء الآخر من موسيقيين وفنانين محترفين؛ لؤي أبو سنة- بيانو، أمين أطرش- درامز، علاء عزام- غناء وعود، عامر نخلة- عود، غيتار وإدارة فنية، يامن عودة- ساكسفون وسماء واكيم- رقص.
جاء مشروع "أروما" امتدادًا برنامج ورؤيا جمعية "بيت الموسيقى" حول الانفتاح الموسيقي على ثقافات العالم والحوار فيما بين ثقافتنا وثقافات الآخرين من خلال لقاءات موسيقية أثمرت عروضًا عديدة مميزة قُدمت إلى الجمهور في كلّ من حيفا، الناصرة وشفاعمرو على مدار العامين الأخيرين خلال مهرجانات "بيت الموسيقى" في مواسمها المختلفة؛ مشروع موسيقى الفادو والذي كان عبارة عن حوار موسيقي ما بين الموسيقى الشرقية وموسيقى الفادو البرتغالية، مشروع مع جامعة الغيلد هول البريطانية للدراما والموسيقى بداية العام 2010 ومهرجان "سانت دنيس" في فرنسا شهر حزيران الماضي، والذي كان عبارة عن حوار موسيقي ما بين موسيقيين من "بيت الموسيقى"، موسيقيين من فرنسا، تركيا، الهند وغيرهم..
لم تأتي الفكرة لتوفير منصة للحوار الثقافي المألوف في البلاد، إنما لإبراز وإظهار هويتين ثقافيتين فنيتين يمارس ضدهما محاولات طمس، لأسباب مختلفة، وكلّ منهما يعمل بوسائله الخاصة من أجل الحفاظ على هذه الهُوية الثقافية.
من الجدير بالذكر أيضًا أن جمعية "بيت الموسيقى" تعمل على تجهيز لعرض آخر لأمسية "أروما" وأيضًا في هذه الفترة تعمل على التحضير لمهرجان "أيام العود" وهو مهرجان "بيت الموسيقى" موسم شتاء 2010 والذي سوف يقام خلال شهر كانون الأول المقبل في ثلاث مدن رئيسية؛ شفاعمرو، حيفا والناصرة.