في مرحلة مبكرة وصلت لور جمّال من شفاعمرو إلى درجة من الوعي والثقة بموهبتها الموسيقية في العزف على الكمان، دفعتها إلى التيسير ما بين رغبتها في قضاء الوقت مع أبناء وبنات جيلها وبين التدريبات. قرار خوضها إمتحان البجروت كان أكثر من مجرد تحدٍ، كان رغبة وهدف وميزة تفتخر بها.
كيف وقع إختيارك على آلة الكمان وقد كنت صغيرة جدًا عندما بدأت العزف؟
لور: كنت في الصف الثالث عندما جئت الى معهد بيت الموسيقى لمرافقة أخي. أبي عازف، وكان دائمًا يود أن نتعلم العزف على الآلات الوترية. سمعت صوت الكمان وأحببته وبدأت تعليمي.
غبت فترة عن العزف وعدت قبل أربع سنوات، أنا أحب الموسيقى وأغني أيضًا، وأثبتُ جدارتي بفضل الأجواء في المعهد وجودة التعليم وانسجامي مع المعلمين والطلاب خاصة خلال تدريباتي ضمن الاوركسترا.
ما هو تعريفك للبجروت في الموسيقى؟
لور: هو عبارة عن تخصص مثل أي موضوع آخر نتعلمه خلال دراستنا الثانوية. لقد تمكنت من تحصيل مستوى ثلاث وحدات خلال سنة واحدة بفضل التدريبات المكثفة.. وهذه ميّزة لا يستهان بها.
لو طُلبت منك نصيحة لطالب/ة متميّز في المعهد؛ هل تنصحينه/ها بالتقدم للبجروت؟
لور: طبعًا، فهذا أولا إنجاز شخصي للطالب، أنا تعبت حتى أحرزت هذه النتيجة، فالتدريب والجديّة تضيف لشخصية الإنسان أكثر من مجرد الحصول على علامة إمتياز، وعلامتي في الموسيقى كانت من أفضل علاماتي في شهادة البجروت. ليس الأمر محصورًا بممارسة هواية، هو هدف ونجحت في تحقيقه.
وهل هو مدخل لمتابعة دراسة الموسيقى أكاديميًا؟
لور: في عدد من الجامعات هناك إمكانية للطالب الموهوب موسيقيًا الإنضمام لأوركسترا الجامعة حتى وإن لم تكن دراسته الأكاديمية في موضوع الموسيقى. بالنسبة لي سيبقى العزف هواية أمارسها ولكنها لن تكون موضوع دراستي الأكاديمية.
أيهما يتقدم على الآخر في العزف: القدرة والموهبة أم التدريب؟
لور: القدرة والموهبة تساعد إلى حد معين، لكن بدون التدريب لا يمكن تحقيق أي إنجاز. الموهبة ممتازة كبداية وحب الآلة التي يختارها العازف مهم، لكن هناك تقنيات وتاريخ وحضارة متعلقة بكل آلة لا بد من تعلّمها لأنها لا تولد بالفطرة، ولهذ السبب يأتي الموهوبون إلى معاهد الموسيقى.
ما المعلومة القيّمة التي يمكنك أن تقدميها لمن لا يعرف ميزة آلة الكمان؟
لور: هناك من يعتقد أن الحصول على نغمة هو أمر سهل، لا يعرف الناس أن طريقة الامساك بالكمان لها دور واهمية، وكل حركة صغيرة خاطئة تؤثر في جودة النغمات. حتى القوس وطريقة الامساك به يعطي اصوات مختلفة والإحتراف هو إجادة الحصول على النغمات والألحان مع افضل أسلوب في مسك الكمان والقوس. حتى مع وصولي إلى مراحل متقدّمة لا يزال المعلّم يعطيني ملاحظات حول مكان أصابعي وطريقة إمساكي للقوس.
ماذا الذي سيتغيّر عندما تتحوّل الموسيقى إلى جزء إلزامي من حياتنا اليومية؟
لور: مررت بفترات كنت اخجل من الحديث فيها عن العزف، وكنت أخجل أكثر العزف امام مستمعين. في جيل أصغر لم اكن أرغب بالتدريب وكنت افضّل مرافقة صديقاتي او اللعب. لكن تشجيع الأهل وازدياد الوعي لجمال ودور الموسيقى في نضوج شخصيتي كان دافعًا مهمًا للاستمرار. وهنا أريد أن أشير لأمر هام، هناك أشخاص يولدون مع ميول علمية وآخرون يولدون مع ميول موسيقية أو أدبية إلخ.. المهم هو إيجاد البيئة الحاضنة المناسبة لتطوير كل واحد من هذه الميول.
هل وضعت أمامك هدفًا بالعزف إلى جانب عازف/ة معين/ة مثلا؟
لور: ربما أرغب بالعزف إلى يتسحاك بيرنمان لأنه قريب وأنا واقعية في طلباتي؛ خلال التقدم للبجروت قابلت عازفين محترفين وهو أمر مهم؛ ومنه يمكن الانطلاق والحلم بلقاء عازفين عالميين.