سهيل كنعان من طمرة، تقدّم لامتحان البجروت بمستوى 5 وحدات في العزف على آلة التشيلو. سهيل الهادئ الواثق جدًا من فنه يطمح لتحويل الموسيقى إلى جزء من حياة المجتمع اليومية، وبرأيه سيتم ذلك عن طريق وجود معاهد في كل مدينة وقرية عربية. يؤلف الموسيقى ويضعها نصب عينيه كهدف أكاديمي وما هو أبعد من ذلك. يحب الفرق الموسيقية الكبيرة – الأوركسترا – ومشواره مع التأليف الموسيقي بدأ.. وسيستمر.
كيف وقع إختيارك على آلة التشيلو؟
سهيل: في بداية مشواري الموسيقي إخترت آلة الكمان. منذ صغري كان لدي حب للآلات الوترية التي يُستخدم فيها القوس وصوتها ممتد. أخي الأصغر كان يعزف التشيلو وعندما سمعته يتدرب وجدت أنها تستهويني اكثر من الكمان. حتى خلال العزف مع أوركسترا المعهد كنت أركّز مع عزف التشيلو أكثر من عزفي أنا. لكل انسان آلة تلائم شخصيته وأنا شخصيتي تتفق أكثر مع التشيلو.
لكن آلة التشيلو غريبة نوعًا ما، ألم تخف من إختيارك؟
سهيل: على العكس.. أنا أبحث دائمًا عن المختلف والجديد، وآلة التشيلو آلة لا تزال جديدة ولا يوجد عازفين كثر. اليوم الجمهور المطّلع عنده فضول لآلات جديدة.
كيف يتعامل المجتمع حولك مع الآلة التي إخترتها؟
سهيل: هناك رد فعل غريب دائماً، وهو يبيّن لي إلى أي مدى لا يعرف الناس الآلة، هناك من سألني مرّة إن كنت أحمل بيانو! في السابق كان السؤال مزعجًا، لكني اليوم أراه مؤسفًا يدل على أن مجتمعنا لا يزال غير واعٍ. وجود معهد مثل بيت الموسيقى مهم بالأساس من أجل تعريف الناس وزيادة ثقافتهم الموسيقية، وأعتقد ان معاهد الموسيقى يجب ان تتوفر في كل بلد حتى تزيد الثقافة والوعي.
هل الهدف هو الثقافة والوعي لدور الموسيقى أم أنه وسيلة لتغيير أكبر؟
سهيل: عندما يتعرف الناس على الآلات المتنوعّة سيكون هناك تطور على كل الاصعدة، فالدالّة تصاعدية، الوعي والمعرفة سيزيدان بالتالي عدد العازفين والطلب على العروض، مما سيُتيح للعازفين ممارسة العزف بصورة مهنية أكثر. طبعا سنحتاج حينها الى المسارح المهنية وسنبدأ باستقطاب عروض من خارج البلاد.. اليوم نحن نتعدى المليون ونصف عدديًا ولا توجد لدينا دار اوبرا ولا حتى قاعة مهنية في بلد عربية!
أنا اؤمن أيضًا أننا إذا تعلمنا الموسيقى بصورتها المهنية فستتحول شخصياتنا وتفكيرنا بشكل إيجابي، سنكون أكثر هدوءًا وسنشغل أنفسنا بأمور إيجابية.. أنا أشعر بالأسف حيال من يستهلكون الأغاني التي لا تحمل أي معنى أو قيمة فنية لأنها تؤثر فيهم سلبًا.
تقدمت للبجروت وأحرزت علامة ممتازة، ماذا بعد؟
سهيل: عندما تقدمت للبجروت لم أفكر فيما سيقدمه لي بعد ذلك.. الفائدة كانت في التحدي والمواد التي قمت بدراستها، وساعات التدريب والعزف الطويلة رفعت مستوى عزفي جدًا. كانت تجربة مهمة بحد ذاتها حتى لو لم أعتبرها مقدمة لشيء مستبقلي. لكنني على ثقة أنها ستساعدني عند الدخول للجامعة خاصة وأني أنوي استكمال دراستي الأكاديمية في موضوع الموسيقى.
وهل هناك فرص عمل أفضل لعازف يحمل لقبًا أكاديميًا في الموسيقى؟
سهيل: رغم التطور الذي وصلنا إليه لا يزال السؤال: "بطعمي خبز؟" موجودًا. اليوم عمري 18 عامًا وعندي عدد عروض كبير جدًا. العمل في مجال الموسيقى فيه حريّة ومساحة للابداع وليس مجرد عمل.
في أي مرحلة أنت موجود اليوم من ناحية معرفة موسيقية؟
سهيل: أنا موجود في مرحلة أستطيع فيها أن أؤلف الموسيقى، وعندي طموح للعزف مع أوركسترا تجمع كل آلات النفخ والايقاع والوتريات.
أعزف مع الأوركسترا الشبابية الفلسطينية مرّة في السنة وهذه تجربة علمتني الكثير، وفي كل مرّة أعود من عرض أكون مُشبعًا بالأمل والشغف. لا تزال تجاربي في التأليف صغيرة لكنها ستكون إنطلاقة.
كم عازف تشيلو عربي في البلاد؟
سهيل: أعتقد أنهم حوالي 20 عازفًا.
ما الذي يميّز سهيل عنهم جميعًا؟
سهيل: كل عازف لديه شخصية مميّزة عن غيره. أنا أحب كل أنماط الموسيقى الكلاسيكية والعربية والهندية والجاز.. كبرت في بيت يستمع لأغاني من ثقافات مختلفة وهذا أثر فيّ وأثّر على شخصيتي كعازف وفي الموسيقى التي أؤلفها.